اضطراب الشخصية الحدية (بالإنجليزية: Borderline Personality Disorder أو BPD) هو اضطراب نفسي يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وتفاعله مع الآخرين. يتسم هذا الاضطراب بتقلبات مزاجية شديدة وعدم استقرار في العلاقات وصورة الذات.
أسباب اضطراب الشخصية الحدية:
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب الشخصية الحدية غير مفهوم تمامًا، ولكن يُعتقد أنه ناتج عن مجموعة من العوامل الوراثية والنفسية والاجتماعية.
* العوامل الوراثية: قد يكون هناك استعداد وراثي للإصابة بهذا الاضطراب، حيث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات الشخصية أو الأمراض العقلية الأخرى هم أكثر عرضة للإصابة به.
* العوامل النفسية: التجارب السلبية في مرحلة الطفولة، مثل التعرض للنقد الشديد أو الإهانة أو الإهمال، قد تساهم في تطور اضطراب الشخصية الحدية.
* العوامل الاجتماعية: التعرض لصدمات اجتماعية أو تنمر في مرحلة الطفولة أو المراهقة قد يزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب.
أعراض اضطراب الشخصية الحدية:
تتنوع أعراض اضطراب الشخصية الحدية، ولكنها تتمحور حول عدم الاستقرار في المشاعر والعلاقات وصورة الذات. تشمل الأعراض الشائعة:
* تقلبات مزاجية شديدة: يمر الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب بتقلبات مزاجية سريعة وشديدة، وقد يشعرون بالحزن أو الغضب أو القلق أو السعادة بشكل مفاجئ.
* علاقات غير مستقرة: يجدون صعوبة في الحفاظ على علاقات صحية ومستقرة مع الآخرين، وقد يتناوبون بين الإعجاب الشديد والكراهية الشديدة تجاه نفس الشخص.
* صورة ذاتية غير مستقرة: لديهم صورة غير واضحة أو متغيرة لذاتهم، وقد يشعرون بأنهم أشخاص مختلفون في أوقات مختلفة.
* سلوكيات اندفاعية: قد يلجأون إلى سلوكيات اندفاعية أو خطيرة، مثل القيادة المتهورة أو تعاطي المخدرات أو إيذاء النفس.
* الخوف من الهجر: يشعرون بخوف شديد من أن يتم التخلي عنهم من قبل الآخرين، وقد يتخذون إجراءات متطرفة لتجنب ذلك.
* الشعور بالفراغ: قد يشعرون بفراغ داخلي أو عدم وجود معنى لحياتهم.
* الغضب الشديد: يجدون صعوبة في التحكم في غضبهم، وقد يغضبون بشكل غير مبرر أو مفرط.
تشخيص اضطراب الشخصية الحدية:
يتم تشخيص اضطراب الشخصية الحدية من قبل متخصص في الصحة النفسية، مثل الطبيب النفسي أو المعالج النفسي. يعتمد التشخيص على مجموعة من العوامل، بما في ذلك الأعراض والتاريخ الطبي والفحص النفسي.
علاج اضطراب الشخصية الحدية:
يهدف علاج اضطراب الشخصية الحدية إلى مساعدة الشخص على التغلب على عدم الاستقرار في المشاعر والعلاقات وصورة الذات، وتعلم طرق صحية للتفاعل مع الآخرين والتعامل مع التحديات. يشمل العلاج عادةً:
* العلاج النفسي: يعتبر العلاج النفسي، وخاصة العلاج السلوكي الجدلي (DBT)، هو العلاج الأكثر فعالية لاضطراب الشخصية الحدية. يساعد العلاج النفسي الشخص على فهم أفكاره ومشاعره وسلوكياته، وتعلم طرق جديدة للتعامل مع المواقف الصعبة.
* العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يصف الطبيب النفسي أدوية للمساعدة في تخفيف الأعراض المصاحبة لاضطراب الشخصية الحدية، مثل القلق أو الاكتئاب.
نصائح للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية:
* تذكر أنك لست وحدك: هناك العديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية.
* لا تخف من طلب المساعدة: العلاج النفسي يمكن أن يكون فعالاً جداً في مساعدتك على التغلب على الأعراض وتحسين حياتك.
* كن صبوراً مع نفسك: التغلب على اضطراب الشخصية الحدية يستغرق وقتاً وجهداً.
* تعلم مهارات جديدة: تعلم مهارات جديدة للتعامل مع المشاعر والعلاقات يمكن أن يساعدك على تحسين حياتك.
* ابحث عن الدعم: ابحث عن مجموعات دعم للأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية، حيث يمكنك مشاركة تجاربك والحصول على الدعم من الآخرين.